الاثنين، 30 نوفمبر 2015

فائدة علم النفس التربوي وأهميته للمدرس




يعد علم النفس التربوي من المقررات الأساسية اللازمة لتدريب المعلمين في كليات المجتمع ومعاهد التربية وإعداد المدربين والموجهين (أبو حطب، وصادق، ص8-13، 1980) . إذ لابد من العلم بأن البرامج التي تعقد لإعداد المعلمين وتأهيلهم وتدريبهم لا تخلو من مساقات علم النفس التربوي ، حيث إنه يساعد المعلمين على اكتساب المهارات اللازمة لمهنة التعليم بطريقة فعالة . فإذا لم يتوافر للمعلم المبادئ الصحيحة اللازمة للمعلم فإنه قد يلجأ إلى بعض الطرق والأساليب غير المنهجية ومنها : 

‌أ-      محاكاة معلم قديم ذي خبرة سابقة في التعلم : فالمعلم عقب تخرجه يلجأ إلى تقليد معلم قديم أو زميل خبير معه ... فالنموذج الذي اختاره للمحاكاة قد لا يكون جيداً ، الأمر الذي يصبح معه هذا الأسلوب عائقاً أمام تقدم المعلم في مهنته التعليمية . 

‌ب-    اتباع الوصفات التقليدية في العمل التربوي : قد يلجأ بعض المعلمين إلى أن ينهل من الوصفات التقليدية التي انتقلت من جيل إلى جيل . فالأشياء التي كان يؤخذ بها في الماضي ، وكان لها قيمة ربما لم تعد مناسبة في وقتنا الحاضر نظراً للتطور الكبير في شتى مجالات المعرفة . 

‌ج-    استخدام أسلوب المحاولة والخطأ : فقد يعتمد المعلم على الأسلوب العشوائي في عملية التعليم دون الأخذ بالمبادئ العلمية والنفسية للتعليم المدرسي . 

         ومن أبرز الفوائد التي يمكن للمعلم أن يجنيها من خلال دراسته لعلم النفس التربوي ما يلي :

1-  استبعاد ما ليس صحيحاً حول العملية التعليمية : فعلم النفس التربوي يساعد المعلم على استبعاد الأوامر التربوية التي تعتمد على ملاحظات غير دقيقة وبالتحديد تلك التي تعتمد على الخبرات الشخصية والانطباعات الذاتية ، ويمكن القول : إن مبادئ الفهم العام ليست بالضرورة خطأ ، كما أنها ليست بالضرورة صحيحة . وتقبل هذه المبادئ أو رفضها لا يحسمه إلا البحث العلمي المنظم 

2-  تزويد المعلم بالمبادئ الصحيحة التي تفسر التعلم المدرسي : أي تزويد المعلم بحصيلة من المبادئ الصحيحة التي تمثل نظرية التعليم المدرسي والمبنيّة على نتائج البحث العلمي المنظم . فمعظم مبادئ التعلم المدرسي التي يتزود بها المعلم من علم النفس التربوي تصلح لمعظم الممارسات والمواقف التربوية ، ومن هذه المبادئ ما يتصل مثلاً بتجميع التلاميذ وتصنيفهم وتدريسهم واستخدام الوسائل التعليمية الملائمة وطرق التدريس المناسبة وطرق التقويم الدقيقة وغيرها . 

3-  مساعدة المعلم على كيفية ممارسة مهنة التدريس : فعلم النفس التربوي لا يقترح في كل الأحوال إجراءات خاصة للإجابة على الأسئلة الكثيرة التي تخطر للمعلم ، ولكنه يساعد المعلمين على ترشيد عملهم التربوي . 

إن علم النفس التربوي لا يزود المعلم بمعادلات سحرية تصلح لكل الأغراض والأحوال وإلا تحول المعلم إلى آلة يكرر نفسه وطريقته حتى ولو اختلفت الظروف ، وهذا العلم لا يقدم وصفات سريعة المفعول ، وإنما يقوم بمساعدة المعلم على ممارسة مهنة التعليم باستخدام المبادئ العلمية الصحيحة .

4-  إكساب مهارات الوصف العلمي لعمليات التربية : من المهام الرئيسة لعلم النفس التربوي أيضاً إكساب المعلم مهارات الفهم النظري والوظيفي للعملية التربوية بحيث يصبح هذا الفهم أوسع نطاقاً وأعمق مدى وأكثر فاعلية معتمداً على الملاحظة العلمية المنظمة وطرق البحث القائمة عليها . 

5-  تدريب المعلم على التفسير العلمي للعملية التربوية : من إسهامات علم النفس التربوي أنه يدرب المعلم على هذا النوع من التفكير بحيث يصبح قادراً على تفسير مختلف أنماط السلوك التي تصدر عن المتعلم . فالمعلم المدرب على هذا النوع من التفكير - من خلال دراسته لعلم النفس التربوي - عادة ما يحاول إجابة السؤال التالي : ما الذي يسبب سلوك التلاميذ ؟ أو ما هي العوامل المسئولة عنه ؟ وبهذا يتقدم بخطوات واسعة نحو الأفضل للعملية التربوية ، ولا تكون استجابته لسلوك تلاميذه انفعالية أو دفاعية ، وخاصة في المواقف التربوية المشكلة مثل اضطراب النظام داخل الفصل . 

6-  دراسة العمليات المعرفية المصاحبة لعملية التعلم : لقد وجد الباحثون وعلماء النفس أن هناك عدداً من العمليات تصاحب عمليات التعلم وتتفاعل معها وتؤثر فيها. تعد العمليات المعرفية واحدة من أهم موضوعات علم النفس المعرفي خاصة وموضوعات علم النفس التربوي عامة، وتتضمن العمليات المعرفية كل من الإحساس والانتباه والإدراك والذاكرة والتذكر والتفكير، وهذه العمليات تهتم بالأساليب التي يستخدمها الفرد للحصول على المعلومات من البيئة التي يعيش فيها أو الحصول على المعلومات من خلال تفاعل الفرد مع البيئة التي يعيش فيها بما تحتويه هذه البيئة من مثيرات وأفراد . (منسي، ص153، 1991)

7-  مساعدة المعلم على التنبؤ العلمي بسلوك التلاميذ : ويتم ذلك من خلال دراسة العوامل المرتبطة بالنجاح والفشل في التعلم المدرسي ومن هذه العوامل :  طرق التدريس ووسائله وشخصية المتعلم ومستوى نضجه والعوامل الوراثية والظروف الاجتماعية المحيطة والدافعية والجو الانفعالي المصاحب للمتعلم ، مما يساعد المعلم على التنبؤ بسلوك الطالب من خلال الواقع الذي يحياه . 

         كان المدرس قديماً يركز في عمله بالمدرسة على المادة الدراسية ... ولم يكن يراعي فيها مدى قدرة التلميذ على الاستيعاب .. وكانت مهمة المدرس منصبة على توصيل هذه المعلومات إلى التلاميذ بالطرق المختلفة ... وانتقل التركيز من المادة الدراسية إلى فهم نفسية التلميذ والعناية بتكوين شخصيته من جميع نواحيها الجسمية والعقلية والخلقية والاجتماعية ... لذلك أشار بركات (ص48 ، 1986) إلى أهمية علم النفس التربوي وذلك من حيث : 

‌أ-      معرفة خصائص نمو التلميذ وصفاته المميزة في مرحلة الدراسة التي يمر بها ... فتلميذ المدرسة الابتدائية يختلف عن تلميذ المدرسة المتوسطة والثانوية من حيث نضوج قدراته المختلفة ومدى اتساع أفقه الفكري وقابليته للإفادة من البرامج التربوية .
وفي ضوء معرفة هذه الخصائص توضع المناهج لمواد الدراسة المختلفة بحيث لا يحمل التلميذ أكثر من طاقته ، وبحيث تعطى له الخبرات التربوية في الوقت المناسب لدرجة النضج التي وصل إليها ... فهناك فرق بين أسلوب التعامل مع الأطفال وأسلوب التعامل مع الكبار . 

‌ب-     التعرف على دوافع سلوك التلاميذ في حياتهم المدرسية وكيفية الإفادة من دراسة هذه الدوافع في تحسين إقبال التلاميذ على التعليم بشوق ورغبة ، بدلا من الالتجاء إلى القسوة والعقاب والإجبار ... ومن أمثلة ذلك العمل على أن يدرك التلاميذ أهمية ما يقدم لهم من المعلومات ، بحيث تثار عندهم الرغبة التلقائية لتلقي العلم وتركيز الانتباه لكسب المعلومات ... وأهمية الجو الودي الذي يسود العلاقة بين المعلم والمتعلم بما يقوي الدافع للتعلم والتجاوب مع المدرس ... وأن يستغل المدرس الدوافع الطبيعية في التعلم كدافع حب الاستطلاع ودافع حب الجمع والاقتناء ودافع المنافسة فيما يتبعه معهم من طرق التدريس والوسائل التعليمية المختلفة . 

‌ج-    دراسة الفروق الفردية بين التلاميذ من حيث اختلاف بيئاتهم وظروف نشأتهم الاجتماعية والاقتصادية ، وأثر هذه الظروف في تحصيلهم الدراسي ... ومن حيث حالاتهم الجسمية والعقلية واختلافهم في الذكاء والقدرة على الفهم ، واختلاف ميولهم واتجاهاتهم النفسية ... لأن هذه الفروق الفردية تجعل من الضروري توجيه عناية خاصة بكل تلميذ أو بكل مجموعة متقاربة في المستوى- وذلك بتقسيم تلاميذ الفصل إلى مجموعات متجانسة ، وإعطاء كل مجموعة ما يناسبها من الرعاية والاهتمام سواء أكان ذلك أثناء التدريس أم في علاج حالات التأخر الدراسي أم في إعطاء الواجبات المدرسية . 

‌د-     بحث مشكلات التلاميذ النفسية سواء منها ما يتعلق بالاضطرابات المزاجية أو الخلقية أو حالات التأخر الدراسي ... بحيث يستطيع المدرس تشخيص هذه المشكلات وتقدير ظروف التلميذ والتعامل معه في ضوء هذه المعرفة العلمية لأسباب مشكلاته ، وبحيث يستطيع علاج هذه المشكلات بما يساعد على إفادة التلميذ من الحياة المدرسية . 

هـ-  الإلمام بوسائل تقويم التلاميذ وقياس نتائج جهودهم في التحصيل الدراسي
        وما أحدثته المدرسة من التغييرات في شخصياتهم … بحيث يكون هذا
        التقويم عملية مستمرة وشاملة وإيجابية .

المنظومة الأساسية للعملية التعليمية




لقد اشتق مفهوم المنظومة أو النسق من علم البيولوجيا (الأحياء) الذي يدرس الإنسان وأعضاءه كنظام متكامل . وقد انتقل هذا المفهوم بعد ذلك إلى العلوم الطبيعية والاجتماعية الأخرى .
وكلمة المنظومة أو النسق أو النظام أو الجهاز كلها معانٍ عربية للكلمة الأجنبية (System) . وتعرّف المنظومة بأنها مجموعة من العلاقات المنظمة المتداخلة التي تربط بين أجزاء متفاعلة ، يتكون منها كل واحد يؤدي وظيفة معينة. مثل منظومة الدول الاشتراكية ، والمنظومة الإسلامية ، والمنظومة الشمسية ، والمنظومة التعليمية .
ويفيد تصور العملية التعليمية التعلمية كمنظومة في تحديد موضوع علم النفس التربوي ، وتتألف هذه المنظومة كما وضعها روبرت جليزر (Glaser) من أربع مكونات أو عناصر رئيسة تمثل الموضوعات الأساسية لعلم النفس التربوي وهي:
1- الأهداف التربوية .                      2- المدخلات السلوكية .
3- عمليات التعليم وأساليبه                4- التقويم التربوي .

1- الأهداف التربوية :
إن التحديد المسبق للأهداف يساعد المدرسين في تحديد التغيرات السلوكية التي يرمون إلى إحداثها في المتعلمين ، كما يساعدهم في تنظيم سير عملية التدريس ، واختيار المناسب من الأساليب والأنشطة والمادة التعليمية وطريقة التعليم، وقياس نواتج التعلم بسهولة .
ومما يجدر ذكره أن الأهداف التعليمية تختلف من موضوع إلى آخر ، وأن أفضلها ما صيغ بلغة محددة دقيقة تساعد في ملاحظة سلوك المتعلم وقياسه .

2- المدخلات السلوكية :
ونقصد بها مجموعة المعلومات والبيانات عن الأوضاع الراهنة لسلوك المتعلمين وخبراتهم ومستوياتهم ومهاراتهم وميولهم ودوافعهم ، وجملة الظروف الاجتماعية والثقافية المؤثرة في تعلمهم ، كما نقصد بها بالإضافة لذلك خصائص المعلمين ومواصفاتهم ووظائفهم وأدوارهم . ويفضل بعض المختصين في علم النفس التربوي تسمية هذه المدخلات بالمدخلات التربوية بدلاً من تسميتها بالمدخلات السلوكية التي تعني أن نبدأ في تدريس التلميذ من حيث هو (ظروفه وأوضاعه) ثم نسير في تعليمنا له بناءً على ذلك .
وترتبط المدخلات السلوكية بصلة وثيقة بصياغة الأهداف التربوية ، ويتضح ذلك من النقاط التالية :
-         إنها أحد المصادر الرئيسية لتحديد الأهداف التربوية .
-    إن مراعاة المدخلات يجعل العمل التربوي قادراً على بيان المشكلات التي يواجهها التلاميذ وحلها ، وبالتالي إشباع حاجاتهم .
-         إن تحديد الأهداف التربوية يساعد في تعديل الكثير من هذه المدخلات .

3- عمليات التعلم وأساليبه :
وتهدف هذه العمليات إلى تحقيق الأهداف التعليمية ، وبالتالي إحداث التغيرات السلوكية في المتعلمين بإكسابهم المعارف والاتجاهات والمهارات المطلوبة في حياتهم، وتتأثر عملية التعلم وأساليبه بطبيعة الأهداف من جهة ، وبالمدخلات السلوكية والتربوية من جهة أخرى .

4- التقويم التربوي :
ويعني إصدار الأحكام على العملية بجميع عناصرها ، والغرض منه يتمثل في تحديد مدى تحقيق الأهداف التعلمية من خلال الاختبارات بأنواعها المعروفة ، ثم معرفة العوامل التي تسهل عملية التعلم أو تعيقها ، ومن ثم تحديد مدى التغير أو التعديل الذي طرأ على سلوك التلاميذ نتيجة لتعلمهم . فإن حدث قصور في تحقيق الأهداف ، أو في تنمية مدخلات سلوك التلاميذ ، أو في عمليات التعلم وأساليبه ، فإن المعلومات التي نحصل عليها من عملية التقويم التربوي تفيدنا في مراجعة بعض عناصر العملية التعلمية ، أو تعديلها . بمعنى أن المعلومات التي نحصل عليها من التقويم التربوي تمثل تغذية راجعة (Feed Back) للأهداف التربوية والمدخلات السلوكية وعمليات التعلم جميعها ، كما هو موضح في الشكل التالي :
شكل يوضح المنظومة الأساسية للعملية التعلمية عند روبرت جليزر
(الموضوعات الأساسية لعلم النفس التربوي)



 





ومما يجدر ذكره أن العملية التعليمية كمنظومة هي من قبيل المنظومات المفتوحة وليس المنظومات المغلقة . وتمتاز المنظومة المفتوحة بأنها دينامية ومثمرة في إحداث التغير . وتعد المدرسة من الأمثلة على المنظومة المفتوحة التي لا بداية لها أو نهاية . فهي ليست بداية المنظومة التعلمية ؛ لأن جزءاً من عملية التعليم يسبق المدرسة ، وتتم عادة في البيت أو الحضانة أو رياض الأطفال . كما أن الانتهاء من أية مرحلة من مراحل التعليم لا تعد نهاية لهذه المنظومة . وهذا يعكس طبيعة التربية كعملية مستمرة لا حد لها . ولهذا يشبه بعض العلماء التربية بالصاروخ الذي إذا انطلق لا يتوقف ، بعكس السيارة كمنظومة مغلقة نحركها ونوقفها كيفما ومتى نشاء (عليان وآخرون ، ص 14-17 ، 1987) .

أهداف علم النفس التربوي



        

يسعى علم النفس التربوي إلى تحقيق هدفين أساسيين.(نشواتي،ص15-17،1987)
الهدف الأول : توليد المعرفة الخاصة بالتعلم والطلاب وتنظيمها على نحو منهجي بحيث تشكل نظريات ومبادئ ومعلومات ذات صلة بالطلاب والتعلم.
والهدف الثاني : صياغة هذه المعرفة في أشكال تمكن المعلمين والتربويين من استخدامها وتطبيقها .
ويشير الهدف الأول إلى الجانب النظري الذي ينطوي عليه علم النفس التربوي . فهو علم سلوكي ، يتناول دراسة سلوك المتعلم في الأوضاع التعليمية المختلفة حيث يبحث في طبيعة التعلم ونتائجه وقياسه ، وفي خصائص المتعلم النفسية - الحركية والانفعالية والعقلية ذات العلاقة بالعملية التعلمية - التعليمية ، كما يبحث في الشروط المدرسية والبيئية التي تؤثر في فعالية هذه العملية . ويلجأ علماء النفس التربويون إلى استخدام أنواع مختلفة من مناهج البحث ، لتوليد المعارف التي تقع ضمن حقل اهتماماتهم ، وتتراوح هذه المناهج بين عمليات الضبط التجريبي التي تتم في المخابر وتتناول الحيوانات وعمليات الملاحظة المباشرة التي تجري في الصف المدرسي وتتناول الطلاب والأطفال .
ويشير الهدف الثاني إلى الجانب التطبيقي لعلم النفس التربوي ، فمجرد توليد المعارف ووضع النظريات والمبادئ ذات العلاقة بالتعلم والطالب ؛ فلا نضمن نجاح عملية التعليم ، إذ لا بد من تنظيم هذه المعارف والنظريات والمبادئ في أشكال تمكّن المعلمين من استخدامها واختبارها وبيان مدى صدقها وفعاليتها وأثرها في هذه العملية. لهذا يعمل علماء النفس التربويون على تطبيق ما يصلون إليه من معارف ومبادئ ونظريات على الأوضاع التعليمية المختلفة ، ويقومون بتعديلها في ضوء النتائج التي يسفر عنها هذا التطبيق ، بحيث يطورون العديد من طرق التعليم ووسائله لتحقيق أفضل النتائج التعليمية .
وبهذين الهدفين لعلم النفس التربوي ، يتم تجاوز مشكلة سدّ الثغرة بين النظرية والتطبيق ، لأنه يتضمن هذين الجانبين معاً ، فلا هو نظري بحت ، كعلم النفس ، ولا هو تطبيقي محض ، كفن التدريس، بل يحتل مركزاً وسطاً بينهما . إلا أن ذلك لا يحول دون استفادة علم النفس التربوي من النظريات والمبادئ والمعارف التي تولدها فروع علم النفس الأخرى ، كعلم نفس النمو ، وعلم النفس التجريبي ، وعلم النفس الاجتماعي ، وعلم النفس الإكلينيكي .
ويمكن لعلم النفس التربوي ، أن يجمع بذلك أفضل ما تجيء به هذه العلوم من نتائج ، وأن يحقق اهتماماً مشتركاً بين الاختصاصي النفسي والاختصاصي التربوي ، بحيث يغدو عملهما أكثر فعالية وجودة .