الاثنين، 30 نوفمبر 2015

أهداف علم النفس التربوي



        

يسعى علم النفس التربوي إلى تحقيق هدفين أساسيين.(نشواتي،ص15-17،1987)
الهدف الأول : توليد المعرفة الخاصة بالتعلم والطلاب وتنظيمها على نحو منهجي بحيث تشكل نظريات ومبادئ ومعلومات ذات صلة بالطلاب والتعلم.
والهدف الثاني : صياغة هذه المعرفة في أشكال تمكن المعلمين والتربويين من استخدامها وتطبيقها .
ويشير الهدف الأول إلى الجانب النظري الذي ينطوي عليه علم النفس التربوي . فهو علم سلوكي ، يتناول دراسة سلوك المتعلم في الأوضاع التعليمية المختلفة حيث يبحث في طبيعة التعلم ونتائجه وقياسه ، وفي خصائص المتعلم النفسية - الحركية والانفعالية والعقلية ذات العلاقة بالعملية التعلمية - التعليمية ، كما يبحث في الشروط المدرسية والبيئية التي تؤثر في فعالية هذه العملية . ويلجأ علماء النفس التربويون إلى استخدام أنواع مختلفة من مناهج البحث ، لتوليد المعارف التي تقع ضمن حقل اهتماماتهم ، وتتراوح هذه المناهج بين عمليات الضبط التجريبي التي تتم في المخابر وتتناول الحيوانات وعمليات الملاحظة المباشرة التي تجري في الصف المدرسي وتتناول الطلاب والأطفال .
ويشير الهدف الثاني إلى الجانب التطبيقي لعلم النفس التربوي ، فمجرد توليد المعارف ووضع النظريات والمبادئ ذات العلاقة بالتعلم والطالب ؛ فلا نضمن نجاح عملية التعليم ، إذ لا بد من تنظيم هذه المعارف والنظريات والمبادئ في أشكال تمكّن المعلمين من استخدامها واختبارها وبيان مدى صدقها وفعاليتها وأثرها في هذه العملية. لهذا يعمل علماء النفس التربويون على تطبيق ما يصلون إليه من معارف ومبادئ ونظريات على الأوضاع التعليمية المختلفة ، ويقومون بتعديلها في ضوء النتائج التي يسفر عنها هذا التطبيق ، بحيث يطورون العديد من طرق التعليم ووسائله لتحقيق أفضل النتائج التعليمية .
وبهذين الهدفين لعلم النفس التربوي ، يتم تجاوز مشكلة سدّ الثغرة بين النظرية والتطبيق ، لأنه يتضمن هذين الجانبين معاً ، فلا هو نظري بحت ، كعلم النفس ، ولا هو تطبيقي محض ، كفن التدريس، بل يحتل مركزاً وسطاً بينهما . إلا أن ذلك لا يحول دون استفادة علم النفس التربوي من النظريات والمبادئ والمعارف التي تولدها فروع علم النفس الأخرى ، كعلم نفس النمو ، وعلم النفس التجريبي ، وعلم النفس الاجتماعي ، وعلم النفس الإكلينيكي .
ويمكن لعلم النفس التربوي ، أن يجمع بذلك أفضل ما تجيء به هذه العلوم من نتائج ، وأن يحقق اهتماماً مشتركاً بين الاختصاصي النفسي والاختصاصي التربوي ، بحيث يغدو عملهما أكثر فعالية وجودة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق