الاثنين، 30 نوفمبر 2015

المنظومة الأساسية للعملية التعليمية




لقد اشتق مفهوم المنظومة أو النسق من علم البيولوجيا (الأحياء) الذي يدرس الإنسان وأعضاءه كنظام متكامل . وقد انتقل هذا المفهوم بعد ذلك إلى العلوم الطبيعية والاجتماعية الأخرى .
وكلمة المنظومة أو النسق أو النظام أو الجهاز كلها معانٍ عربية للكلمة الأجنبية (System) . وتعرّف المنظومة بأنها مجموعة من العلاقات المنظمة المتداخلة التي تربط بين أجزاء متفاعلة ، يتكون منها كل واحد يؤدي وظيفة معينة. مثل منظومة الدول الاشتراكية ، والمنظومة الإسلامية ، والمنظومة الشمسية ، والمنظومة التعليمية .
ويفيد تصور العملية التعليمية التعلمية كمنظومة في تحديد موضوع علم النفس التربوي ، وتتألف هذه المنظومة كما وضعها روبرت جليزر (Glaser) من أربع مكونات أو عناصر رئيسة تمثل الموضوعات الأساسية لعلم النفس التربوي وهي:
1- الأهداف التربوية .                      2- المدخلات السلوكية .
3- عمليات التعليم وأساليبه                4- التقويم التربوي .

1- الأهداف التربوية :
إن التحديد المسبق للأهداف يساعد المدرسين في تحديد التغيرات السلوكية التي يرمون إلى إحداثها في المتعلمين ، كما يساعدهم في تنظيم سير عملية التدريس ، واختيار المناسب من الأساليب والأنشطة والمادة التعليمية وطريقة التعليم، وقياس نواتج التعلم بسهولة .
ومما يجدر ذكره أن الأهداف التعليمية تختلف من موضوع إلى آخر ، وأن أفضلها ما صيغ بلغة محددة دقيقة تساعد في ملاحظة سلوك المتعلم وقياسه .

2- المدخلات السلوكية :
ونقصد بها مجموعة المعلومات والبيانات عن الأوضاع الراهنة لسلوك المتعلمين وخبراتهم ومستوياتهم ومهاراتهم وميولهم ودوافعهم ، وجملة الظروف الاجتماعية والثقافية المؤثرة في تعلمهم ، كما نقصد بها بالإضافة لذلك خصائص المعلمين ومواصفاتهم ووظائفهم وأدوارهم . ويفضل بعض المختصين في علم النفس التربوي تسمية هذه المدخلات بالمدخلات التربوية بدلاً من تسميتها بالمدخلات السلوكية التي تعني أن نبدأ في تدريس التلميذ من حيث هو (ظروفه وأوضاعه) ثم نسير في تعليمنا له بناءً على ذلك .
وترتبط المدخلات السلوكية بصلة وثيقة بصياغة الأهداف التربوية ، ويتضح ذلك من النقاط التالية :
-         إنها أحد المصادر الرئيسية لتحديد الأهداف التربوية .
-    إن مراعاة المدخلات يجعل العمل التربوي قادراً على بيان المشكلات التي يواجهها التلاميذ وحلها ، وبالتالي إشباع حاجاتهم .
-         إن تحديد الأهداف التربوية يساعد في تعديل الكثير من هذه المدخلات .

3- عمليات التعلم وأساليبه :
وتهدف هذه العمليات إلى تحقيق الأهداف التعليمية ، وبالتالي إحداث التغيرات السلوكية في المتعلمين بإكسابهم المعارف والاتجاهات والمهارات المطلوبة في حياتهم، وتتأثر عملية التعلم وأساليبه بطبيعة الأهداف من جهة ، وبالمدخلات السلوكية والتربوية من جهة أخرى .

4- التقويم التربوي :
ويعني إصدار الأحكام على العملية بجميع عناصرها ، والغرض منه يتمثل في تحديد مدى تحقيق الأهداف التعلمية من خلال الاختبارات بأنواعها المعروفة ، ثم معرفة العوامل التي تسهل عملية التعلم أو تعيقها ، ومن ثم تحديد مدى التغير أو التعديل الذي طرأ على سلوك التلاميذ نتيجة لتعلمهم . فإن حدث قصور في تحقيق الأهداف ، أو في تنمية مدخلات سلوك التلاميذ ، أو في عمليات التعلم وأساليبه ، فإن المعلومات التي نحصل عليها من عملية التقويم التربوي تفيدنا في مراجعة بعض عناصر العملية التعلمية ، أو تعديلها . بمعنى أن المعلومات التي نحصل عليها من التقويم التربوي تمثل تغذية راجعة (Feed Back) للأهداف التربوية والمدخلات السلوكية وعمليات التعلم جميعها ، كما هو موضح في الشكل التالي :
شكل يوضح المنظومة الأساسية للعملية التعلمية عند روبرت جليزر
(الموضوعات الأساسية لعلم النفس التربوي)



 





ومما يجدر ذكره أن العملية التعليمية كمنظومة هي من قبيل المنظومات المفتوحة وليس المنظومات المغلقة . وتمتاز المنظومة المفتوحة بأنها دينامية ومثمرة في إحداث التغير . وتعد المدرسة من الأمثلة على المنظومة المفتوحة التي لا بداية لها أو نهاية . فهي ليست بداية المنظومة التعلمية ؛ لأن جزءاً من عملية التعليم يسبق المدرسة ، وتتم عادة في البيت أو الحضانة أو رياض الأطفال . كما أن الانتهاء من أية مرحلة من مراحل التعليم لا تعد نهاية لهذه المنظومة . وهذا يعكس طبيعة التربية كعملية مستمرة لا حد لها . ولهذا يشبه بعض العلماء التربية بالصاروخ الذي إذا انطلق لا يتوقف ، بعكس السيارة كمنظومة مغلقة نحركها ونوقفها كيفما ومتى نشاء (عليان وآخرون ، ص 14-17 ، 1987) .

هناك 3 تعليقات:

  1. لم يوضح المدخلات والمخرجات

    ردحذف
  2. How to make money playing roulette at the top of the site
    Roulette: The 바카라 roulette wheel has a งานออนไลน์ color that will color the color of 온카지노 your favorite color. It is a color of the red, white, blue and yellow.

    ردحذف
  3. شكرا على المقال الشيق و المفيد
    يسرنى تشريفكم فى مدونتى "مدونة علم النفس"
    نظره تاريخيه على المدارس المختلفة لعلم النفس


    ردحذف